تبدو اللحظة التاريخية التي يعيشها الكوكب لحظةً مفصلية على كل الأصعدة، إذ يتحول أي تطور في أي من الملفات السياسية إلى فرصة لدفع القضايا العالقة إلى الواجهة، فالقول بأن صراعاً ذا طابع عالمي يجري، وأن تنافساً شرساً يحصل بين أقطاب متعددة، يعني أن كل الميادين هي ساحة صراع، وأن إحراز النقاط في أي ميدان يزيد فرصة حسم المعركة النهائية.
لم تتوقف لليوم الثاني على التوالي أنباء المعارك والمواجهات المشرفة القادمة من قطاع غزة، وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد مرور ساعات على إعلان كتائب عز الدين القسام عن إطلاق عملية عسكرية نوعية، لا تزال «إسرائيل» تعيش حالة من التخبط والارتباك، يتجاوز إلى حدٍ بعيد ذلك الذي اختبره الكيان في حرب تشرين/ أكتوبر 1973.
تستمر المعارك في السودان، ولا مؤشرات ملموسة على الأرض توحي باقتراب الوصول إلى اتفاق، ويبدو أن الخيارات المتاحة تضيق يوماً بعد يوم، وقد تنخفض احتمالات الوصول إلى اتفاق بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، لكن سلسلة من التطورات قد تغير الإحداثيات على الأرض، وفي المحيط الإقليمي للسودان.